التهاب القولون التقرحي وعلاجه

شريف محمد
نشرت منذ 3 أسابيع يوم 18 أبريل, 2024
بواسطة شريف محمدتعديل ايمان عاطف
مرض التهاب القولون التقرحي

يعد مرض التهاب القولون التقرحي (Ulcerative colitis) نوعًا من التهاب الأمعاء، حيث يوجد نوع آخر، وهو مرض كرون. لكن يوجد فرقًا بينهما، ففي مرض كرون، توجد أجزاء صحية من الأمعاء مختلطة بين المناطق الملتهبة. أما التهاب القولون التقرحي هو التهاب مستمر في القولون، حيث يؤثر فقط على البطانة الداخلية للقولون بينما يمكن أن يحدث مرض كرون في جميع طبقات جدران الأمعاء، حيث تتعدد طرق العلاج ما بين الأدوية والجراحة.

ما هو مرض التهاب القولون التقرحي وما أسبابه؟

التهاب القولون التقرحي هو حالة تسبب التهاب وتقرح في البطانة الداخلية للقولون والمستقيم (الأمعاء الغليظة)، ففي التهاب القولون، تظهر القرح على سطح بطانة الأمعاء وقد تنزف وتنتج المخاط.

يبدأ الالتهاب عادة في المستقيم والقولون السفلي، ولكنه قد يؤثر على القولون بأكمله. إذا كان التهاب القولون يؤثر فقط على المستقيم، فإنه يسمى التهاب المستقيم.

التهاب القولون التقرحي هو أحد الشكلين الرئيسيين لمرض التهاب الأمعاء. أما الشكل الرئيسي الآخر من مرض التهاب الأمعاء هو حالة تعرف باسم مرض كرون.

يوصف التهاب القولون أحيانًا بأنه حالة مزمنة. هذا يعني أنه مستمر مدى الحياة، على الرغم من أنه قد يكون لديك فترات طويلة من الصحة الجيدة، وكذلك الانتكاسات أو النوبات عندما تكون الأعراض أكثر نشاطًا. كل شخص مختلف؛ في كثير من الناس يكون المرض خفيفًا مع حدوث نوبات قليلة، بينما قد يعاني الآخرون من مرض أكثر حدة.

يعتقد الباحثون أنه ربما يكون نتيجة رد فعل مناعي مفرط. وظيفة الجهاز المناعي هي حماية الجسم من الجراثيم والمواد الخطرة الأخرى. لكن، في بعض الأحيان، يهاجم جهاز المناعة جسمك عن طريق الخطأ، مما يسبب الالتهاب وتلف الأنسجة.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض

يمكن أن تساهم عدة عوامل في خطر الإصابة بالتهاب القولون التقرحي، بما في ذلك ما يمكنك التحكم فيه مثل النظام الغذائي ونمط الحياة وما لا يمكنك التحكم فيه مثل العمر والجينات. تشمل عوامل الخطر الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب القولون التقرحي ما يلي:

  • العمر: عادةً ما يبدأ التهاب القولون التقرحي قبل سن 30 أو قد يصاب الناس بالتهاب القولون التقرحي في أي عمر.
  • العرق: القوقازيون هم الأكثر عرضةً لخطر الإصابة بالتهاب القولون التقرحي على الرغم من أن أي شخص من أي عرق يمكن أن يصاب بها. الأشخاص من أصل يهودي أشكنازي لديهم مخاطر أعلى للإصابة بهذا المرض أيضًا.
  • الوراثة: الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من التهاب القولون التقرحي هم أكثر عرضة لخطر الإصابة به (أحد الوالدين أو الأشقاء أو الطفل المصاب بالتهاب القولون التقرحي).
  • العوامل البيئية: قد يؤدي التفاعل مع المواد الموجودة في البيئة مثل البكتيريا أو المواد الكيميائية إلى حدوث التهاب غير منضبط في الجهاز الهضمي.
  • النظام الغذائي ونمط الحياة: في حين أن عوامل الخطر الأقل شيوعًا لالتهاب القولون التقرحي، فإن زيادة استهلاك الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة قد تساهم في مشاكل صحة الجهاز الهضمي. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر نمط الحياة الخامل أو التدخين من عوامل الخطر على الصحة العامة والتي تساهم في صحة الجهاز الهضمي.

علامات وأعراض التهاب القولون التقرحي

توهجات التهاب القولون التقرحي

تظهر أعراض التهاب القولون التقرحي في حالة توهجات (نوبات). قد يكون التوهج مفاجئًا وشديدًا، ويسبب إسهالًا عنيفًا يحتوي عادةً على مخاط ودم، مع حمى شديدة، وآلام في البطن، وأحيانًا التهاب الصفاق (التهاب بطانة تجويف البطن). خلال هذه التوهجات، يكون الشخص مريضًا بشدة. في كثير من الأحيان، يبدأ التوهج تدريجيًا، ويكون لدى الشخص حاجة ملحة للتبرز، وتشنجات خفيفة في أسفل البطن، ودم مرئي ومخاط في البراز. كما يمكن أن تستمر النوبة لأيام أو أسابيع ويمكن أن تتكرر في أي وقت.

إذا اقتصر التهاب القولون التقرحي على المستقيم والقولون السيني، قد يكون البراز طبيعيًا أو صلبًا وجافًا. ومع ذلك، فإن المخاط الذي يحتوي على أعداد كبيرة من خلايا الدم الحمراء والبيضاء يتم تصريفه من المستقيم أثناء أو بين حركات الأمعاء. كذلك قد يعاني المرضى أو لا يعانون من أعراض عامة خفيفة للمرض، مثل الحمى.

إذا امتد المرض إلى أعلى الأمعاء الغليظة، فإن البراز يكون أكثر لينًا، وقد يكون لدى الشخص أكثر من 10 حركات أمعاء في اليوم. في كثير من الأحيان، يعاني الشخص من تقلصات شديدة في البطن وتشنجات مؤلمة تصاحب الرغبة في التبرز، ولا توجد راحة في الليل. قد يكون البراز مائيًا أو يحتوي على مخاط، وغالبًا ما يتكون البراز بالكامل تقريبًا من الدم والقيح، وقد يعاني الشخص أيضًا من الحمى وضعف الشهية وقد يفقد الوزن.

مضاعفات التهاب القولون التقرحي

مضاعفات التهاب القولون التقرحي

التهاب القولون التقرحي هو حالة طويلة الأمد، حيث يمكن أن يؤدي إلى مشاكل بمرور الوقت، بما في ذلك:

  • فقدان الشهية مما يؤدي إلى فقدان الوزن.
  • نقص الطاقة (التعب).
  • نزيف شديد.
  • ثقب في القولون.
  • إصابة القولون.
  • فقدان السوائل الشديد (الجفاف).
  • ألم المفاصل.
  • مشاكل العين.
  • حصى الكلى.
  • ضعف وهشاشة العظام.
  • سرطان القولون، إذا كان التهاب القولون التقرحي يؤثر على جزء كبير من القولون أو القولون بأكمله على مدى فترة طويلة من الزمن.

في حالات نادرة، عند حدوث مشاكل خطيرة، يمكن أن يؤدي التهاب القولون التقرحي إلى الوفاة.

كيف يتمُّ تشخيص مرض التهاب القولون التقرحي؟

يشترك التهاب القولون التقرحي في العديد من الأعراض مع الحالات الشائعة الأخرى، على سبيل المثال مرض كرون والتهاب المعدة والأمعاء ومرض الاضطرابات الهضمية ومتلازمة القولون العصبي، حيث سيفحصك الطبيب ويأخذ تاريخًا مفصلاً لأعراضك للمساعدة في استبعادها.

لا يوجد اختبار واحد يمكن استخدامه للتشخيص، لذلك يلزم عادةً مجموعة من الاختبارات:

  • تساعد اختبارات الدم في استبعاد الحالات الطبية الأخرى، ويمكن أن تشير بعض العلامات في الدم إلى وجود التهاب.
  • قد تجد عينة من البراز أسبابًا أخرى محتملة للإسهال والالتهاب، مثل العدوى.
  • يمكن إجراء تنظير القولون، حيث ينظر أنبوب رفيع ومرن يحتوي على كاميرا دقيقة داخل الأمعاء بحثًا عن القرح والالتهابات والنزيف.
  • يمكن أخذ خزعة (عينة صغيرة من الأنسجة) من داخل الأمعاء حتى يتمكن أخصائي علم الأمراض من فحصها تحت المجهر للبحث عن علامات المرض.
  • تُستخدم أنواع أخرى من التصوير (مثل الأشعة السينية) أحيانًا للمساعدة في التشخيص وكذلك في استبعاد الأمراض الأخرى.

علاج التهاب القولون التقرحي

لا يوجد علاج معروف، ولكن العلاج متاح للمساعدة في تقليل تأثير التهاب القولون التقرحي. قد يوصي طبيبك أيضًا بنظام غذائي محدد يناسب حالتك.

الأدوية المستخدمة في علاج مرض التهاب القولون التقرحي

الهدف من العلاج هو علاج الانتكاسات عند حدوثها وإعطاء الأمعاء فرصة للشفاء. كما تساعد الأدوية أيضًا في تحسين الحالة العامة ومنع حدوث المضاعفات.

تشمل الأدوية المستخدمة عادةً للسيطرة على التهاب القولون التقرحي ما يلي:

  • الستيرويدات.
  • أمينوساليسيلات للتحكم في وتيرة الانتكاسات.
  • الأدوية المعدلة للمناعة، على سبيل المثال:
    • يتم إعطاء السيكلوسبورين لبعض الأشخاص الذين يعانون من نوبات شديدة ولم يستجيبوا للستيرويدات، حيث يستجيب معظم هؤلاء الأشخاص في البداية للسيكلوسبورين، لكن قد يحتاج البعض في النهاية إلى الجراحة.
    • يُعطى دواء تاكروليموس عن طريق الفم. يتم إعطاء هذا الدواء كعلاج قصير الأمد للأشخاص الذين يصعب التحكم في التهاب القولون التقرحي لديهم أثناء بدء العلاج باستخدام الآزاثيوبرين والميركابتوبورين.
  • مضادات حيوية.
  • العلاج الجيني، على سبيل المثال:

قد يُنصح أيضًا بتناول الأدوية التي تتحكم في الإسهال وتخفيف الألم وتكمل نظامك الغذائي (لزيادة مستويات الحديد وفيتامين د والكالسيوم، على سبيل المثال).

الجراحة

فغر القولون

إذا كان التهاب القولون التقرحي شديد ولا يستجيب للأدوية، فقد يوصي طبيبك بإجراء عملية جراحية لإزالة القولون، ثم يتم إنشاء جيبة داخل الجسم باستخدام نهاية الأمعاء الدقيقة، ويتم توصيل هذه الجيبة مباشرة بفتحة الشرج.

خيار آخر هو إنشاء فغرة مؤقتة أو دائمة. هذه فتحة صناعية في المعدة تقوم بتحويل البراز إلى كيس التصريف. تقضي الجراحة على أعراض التهاب القولون التقربي، لذلك غالبًا ما لا تكون هناك حاجة إلى الأدوية.

من الطبيعي أن تشعر بعدم الارتياح حيال فكرة العيش مع فغرة، لكنها غالبًا ما تحسن نوعية حياة الشخص بشكل كبير.

متى يجب الحصول على مساعدة طبية طارئة؟

في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي التهاب القولون التقرحي إلى ظهور أعراض خطيرة، لذا اطلب رعاية طبية فورية إذا كنت تعاني أنت أو أي شخص آخر من هذه الأعراض المهددة للحياة بما في ذلك:

  • عدم القدرة على إخراج الغازات أو البراز.
  • ألم شديد في البطن.
  • القيء أو قيء الدم.

متى يجب الاتصال بالطبيب؟

في حالة الإصابة بالتهاب القولون التقرحي، قم بالاتصال بمقدم الرعاية الصحية الخاص بك على الفور إذا:

  • عادت أعراض التهاب القولون التقرحي بعد زوالها.
  • ازدادت أعراض التهاب القولون التقرحي سوءًا.
  • بدأ ظهور أعراض جديدة.

مشاهير أصيبو بالمرض

هذه مجموعة من المشاهير الذين عانوا مسبقًا من التهاب القولون التقرحي:

  • جون كينيدي.
  • شينزو آبي.
  • جريجوري ايتزن.
  • إيمي برينمان.
  • سنفرق لور.
  • رولف بنيرشكي.
  • كيسي إبرامز.
  • سوني أندرسون.
  • دان رينولدس.
  • ستيف ريدغريف.
  • فرناندو بيساني.

الأسئلة الشائعة حول مرض التهاب القولون التقرحي

متى يتطلب مريض التهاب القولون التقرحي دخول المستشفى؟

يجب دخول المريض المستشفى والعلاج بالستيرويدات الوريدية عندما يحدث فشل في الاستجابة للبريدنيزون الفموي، 40-60 مجم / يوم، أو عند الإصابة بالتهاب القولون التقرحي الشديد.

هل يمكنني تناول إيموديوم لعلاج التهاب القولون؟

تجنب استخدام دواء إيموديوم إذا عانيت من التهاب القولون التقرحي، أو إسهال مع ارتفاع في درجة الحرارة، أو إسهال ناتج عن أدوية المضادات الحيوية أو براز دموي. إيموديوم آمن فقط عند استخدامه حسب التوجيهات، حيث يمكن أن يؤدي تناول الكثير منه إلى مشاكل خطيرة في القلب أو الوفاة.

اقرأ المزيد:

انتبه إلى أعراض التهاب القولون التقرحي (Ulcerative colitis) المذكورة أعلاه، فإذا عانيت منها، قم بالذهاب فورًا إلى الطبيب ولا تتماطل، حتى لا تعرض نفسك إلى مضاعفات لاحقة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة