مرض دوار الوضعية الانتيابي الحميد؛ تعرف على الأسباب والأعراض وطريقة التشخيص والعلاج

احمد طارق
نشرت منذ 4 أسابيع يوم 12 أبريل, 2024
بواسطة احمد طارقتعديل Shimaa Mohamed
مرض دوار الوضعية الانتيابي الحميد؛ تعرف على الأسباب والأعراض وطريقة التشخيص والعلاج

مرض دوار الوضعية الانتيابي الحميد؛ أو ما يسمى Benign paroxysmal positional vertigo (BPPV)، هو اضطراب شائع يصيب الأذن الداخلية مع أعراض تشمل الدوخة والدوار وعدم الثبات والغثيان، وهو السبب الأكثر شيوعاً للدوار، خاصة عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، ويحدث عندما يتم إزاحة البلورات المسؤولة عن التوازن، والموجودة عادةً في جزء من أعضاء الأذن الداخلية، وتتجمع في جزء آخر من الأذن، مما يؤدي إلى إرسال رسائل غير صحيحة إلى العقل ثم إلى العينين. تعرف معنا في هذا المقال على الدوار الوضعي الحميد وعلاجه، و الأسباب والأعراض وطريقة التشخيص لهذا الاضطراب.


ما هو مرض دوار الوضعية الانتيابي الحميد؟

إليك أبرز المعلومات عن دوار انتيابي حميد:

الاسم العلمي للمرض دوار الوضعية الانتيابي الحميد
أسماء أخرى ___
تصنيف المرض أمراض أذنية
التخصص الطبي المعالج طبيب أخصائي أذنية / عصبية
أعراض المرض صداع _ دوار _ دوخة _ غثيان _ إقياء
درجة انتشار المرض  شائع

إن مرض دوار الوضعة الانتيابي الحميد هو مشكلة منتشرة بين الناس، في الأذن الداخلية ويسبب نوبات من الدوخة الشديدة، عند تحريك الرأس في أوضاع معينة، وتحدث الحالة عندما تنفصل بلورات كربونات الكالسيوم الصغيرة، عن مكانها الطبيعي في الأذن الداخلية وتهاجر إلى إحدى القنوات نصف الدائرية، وهي هياكل مملوءة بالسوائل مسؤولة عن استشعار حركة دوران الرأس.

عندما يتم تحريك الرأس، تتحول حركة بلورات الأذن النازحة مع السائل في القناة نصف الدائرية، مما يرسل إشارات خاطئة إلى الدماغ حول موضع الرأس ويسبب الإحساس بالدوار، وعادةً ما تستمر نوبات الدوخة من بضع ثوانٍ إلى دقيقة، ويمكن تحفيزها بحركات مثل التدحرج في السرير أو النظر للأعلى أو الانحناء أو إمالة الرأس للخلف.


أسباب الإصابة بمرض دوار الوضعة الانتيابي الحميد

أسباب دوار الوضعة الانتيابي الحميد، لا يُعرف السبب الدقيق لهذا الاضطراب، ولكن يُعتقد أنه مرتبط بوجود حركة في بلورات كربونات الكالسيوم الصغيرة التي تسمى otoconia أو otoliths في الأذن الداخلية، حيث توجد هذه البلورات عادةً في عضو صغير في الأذن الداخلية، مسؤول عن استشعار التغيرات في موضع الرأس والتسارع.

في بعض الحالات يمكن أن تنفصل هذه البلورات عن مكانها، وتهاجر إلى إحدى القنوات نصف الدائرية في الأذن الداخلية، وهي أماكن تحتوي على سوائل تكتشف الحركة الدورانية للرأس، فعندما يتحرك الرأس في اتجاه معين، يمكن أن تتسبب البلورات المنزوعة في تحريك السائل في القناة نصف الدائرية، مما يخلق إحساساً بالدوار.

يمكن أن يرتبط هذا الاضطراب أيضاً بصدمات الرأس، أو جراحة الأذن أو التهابات الأذن الداخلية، أو حالات أخرى تؤثر على الأذن الداخلية، مثل مرض منيير، الذي يمكن أن يكون أيضاً أكثر شيوعاً عند كبار السن بسبب التغيرات المرتبطة بالعمر في الأذن الداخلية.


العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض

هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر المعاناة من مرض دوار الوضعية الانتيابي الحميد، وتشمل أكثر 7 عوامل خطر للإصابة به ما يلي:

  • العمر

إن هذا المرض أكثر شيوعاً عند كبار السن، خاصة أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.

  • الجنس

النساء أكثر عرضة للإصابة به من الرجال.

  • إصابة الرأس

يمكن أن تزيد إصابة الرأس، مثل الارتجاج أو الإصابة من احتمال الإصابة بهذا المرض.

  • اضطرابات الأذن الداخلية

يمكن أن تؤدي بعض اضطرابات الأذن الداخلية، مثل داء منيير أو التهاب العصب الدهليزي، إلى حصول زيادة ملحوظة في احتمال الإصابة بمثل هذا الداء.

  • الراحة في الفراش لفترات طويلة

قد يؤدي الاستلقاء في الفراش لفترة طويلة من الوقت إلى زيادة خطر الإصابة بهذا المرض، ويرجع ذلك على الأرجح إلى التغيرات في الأذن الداخلية التي تحدث مع انخفاض الحركة.

  • بعض الأدوية

من الممكن أن لبعض الأدوية، مثل تلك التي تستخدم لعلاج نوبات الصرع أو ارتفاع ضغط الدم، أن تزيد من خطورة الإصابة به.

  • الوراثة

قد يكون هناك استعداد وراثي لتطوير هذا المرض، وذلك على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم هذا الارتباط بشكل كامل.

من المهم ملاحظة أنه في حين أن هذه العوامل قد تزيد من خطر الإصابة بمرض دوار الوضعية الانتيابي الحميد، فلن يصاب كل من يعاني من هذه العوامل به.


علامات وأعراض مرض دوار الوضعية الانتيابي الحميد

أعراض دوار الوضعة الانتيابي الحميد، يتمثل العرض الرئيسي لهذا المرض في الإحساس بالدوران أو الدوار، ودوخة عند تحريك الرأس في أوضاع معينة، ويمكن أن يكون هذا الإحساس شديداً وقصيراً، وعادة ما يستمر أقل من دقيقة، وقد يكون الدوار مصحوباً بأعراض أخرى، بما في ذلك:

  • الغثيان والقيء حيث يترافق الإحساس بالدوران والصداع، مع غثيان وإقياء في بعض الحالات.
  • من الممكن أن يحدث شعور بعدم الثبات أو فقدان التوازن، خاصة عند المشي أو الوقوف.
  • قد تصبح الرؤية غير واضحة أثناء نوبات الدوار.
  • يحتمل أن يعاني بعض الأشخاص من التعرق أثناء الدوار.
  • قد يكون الإحساس بالدوران مزعجاً للغاية وقد يسبب القلق لدى بعض الأشخاص.

من المهم ملاحظة أن أعراض مرض دوار الوضعية الانتيابي الحميد يمكن أن تأتي وتختفي، وقد تكون أكثر حدة في أوقات معينة من غيرها، وغالباً تستمر الأعراض عادةً من بضع ثوانٍ إلى دقيقة، ولكن يمكن أن تتكرر كثيراً على مدار اليوم.


مضاعفات مرض دوار الوضعية الانتيابية الحميد

إن هذا المرض بشكل عام ليس حالة خطيرة ولا ينتج عنه عادة أي مضاعفات طويلة المدى، ومع ذلك فإن أعراضه، يمكن أن تكون مؤلمة ويمكن أن تتداخل مع الأنشطة اليومية، بما في ذلك العمل وقيادة السيارة وحتى الرعاية الذاتية الأساسية. عند بعض المرضى قد يسبب هذا المرض الاكتئاب والقلق الدائم.

في بعض الحالات يمكن أن تؤدي نوبات الدوار المتكررة إلى السقوط، والذي يمكن أن يسبب الإصابة خاصة عند كبار السن، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تكون أعراض مرض دوار الوضعية الانتيابي الحميد مشابهة لأعراض الحالات الأخرى، مثل السكتة الدماغية، والتي قد تتطلب مزيداً من التقييم لاستبعادها.


تشخيص مرض دوار الوضعية الانتيابي الحميد؟

يشتمل تشخيص مرض دوار الوضعية الانتيابي الحميد، عادةً على مزيج من أخذ التاريخ الطبي للمريض، والفحص البدني والاختبارات التشخيصية، وخلال السؤال عن التاريخ الطبي، سيسأل الطبيب عن الأعراض، بما في ذلك متى بدأت وعدد مرات حدوثها، وما الذي يسببها، وقد يسأل أيضاً عن أي إصابات سابقة في الرأس أو مشاكل في الأذن الداخلية.

أما الفحص البدني عادةً يشتمل على سلسلة من المناورات لتقييم حركة العينين والرأس، والتي يمكن أن تساعد في تحديد نوع وموقع المرض، وقد يقوم طبيب أخصائي عصبية أيضاً بإجراء فحص عصبي لتقييم التوازن والتنسيق.

يمكن أيضاً إجراء الاختبارات التشخيصية لتأكيد تشخيص، مثل مناورة تسمى Dix-Hallpike، والتي تتضمن تحريك الرأس إلى أوضاع محددة لإعادة إنتاج أعراض الدوار، ويمكن استخدام اختبارات أخرى، مثل تصوير الرأرأة بالفيديو، وهو اختبار طبي لقياس حركات العين والمساعدة في تحديد أنواع المرض.

في بعض الحالات ، قد يُطلب إجراء اختبارات التصوير، مثل التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي، لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للدوار، مثل ورم المخ أو السكتة الدماغية، لكن (But) بشكل عام يكون تشخيص دوار الوضعة الانتيابي الحميد، واضحاً ويمكن إجراؤه غالباً بناءً على التاريخ الطبي والفحص البدني وحده.


علاج دوار الوضعة الانتيابي الحميد

إن الخبر الجيد هو أنه عادة ما يمكن علاج مرض دوار الوضعية الانتيابي الحميد بسهولة من خلال إجراء بسيط يسمى مناورة إعادة تموضع القناة CRM أو مناورة إيبلي، وفيما يلي خطوات تنفيذ CRM، تمارين دوار الوضعة الانتيابي الحميد:

  1. الجلوس في وضع مستقيم على سرير مع تمديد ساقي الشخص أمامه، وتحويل رأسه بمقدار 45 درجة نحو الأذن التي تسبب الدوار.
  2. الاستلقاء بسرعة على الظهر، مع إبقاء رأس الشخص مائلاً إلى الأذن المصابة، مع وضع وسادة تحت كتفيه ورأسه يتدلى قليلاً من حافة السرير.
  3. البقاء في هذا الوضع لمدة 30 ثانية أو حتى يتوقف الدوار.
  4. إدارة الرأس ببطء إلى الجانب الآخر (أي 90 درجة بعيداً عن الأذن المصابة التي تسبب الدوار)، مع إبقاء الجسم في نفس الوضع، والاستمرار لمدة 30 ثانية.
  5. الجلوس ببطء لكن يجب البقاء على السرير لبضع دقائق قبل النهوض.
  6. يمكن تكرار هذه المناورة عدة مرات إذا لزم الأمر للمساعدة، في إعادة توضع البلورات في الأذن الداخلية.

من المهم ملاحظة أن هذه الطريقة قد لا تكون مناسبة لكل شخص يعاني من BPpv، لذلك يوصى باستشارة أخصائي عصبية من أجل التشخيص المناسب وخطة العلاج، فبالإضافة إلى ذلك بعد الإجراء قد يحتاج الشخص إلى تجنب الاستلقاء على ظهره أو إمالة رأسه في أوضاع معينة، لبضعة أيام لمنع إزاحة البلورات مرة أخرى.


كيفية الوقاية من BPPV

هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها، لتقليل خطر الإصابة بمرض دوار الوضعية الانتيابي الحميد، ومنها:

تجنب وضعيات الرأس التي قد تؤدي إلى حدوث الدوار

بعض أوضاع الرأس مثل إمالة الرأس للخلف أو النظر للأعلى، يمكن أن تؤدي إلى حدوث  مرض دوار الوضعة الانتيابي الحميد، لذلك يجب محاولة تجنب هذه الوضعيات قدر الإمكان.

الحذر في الأنشطة التي تنطوي على حركة الرأس

يمكن أن تؤدي الأنشطة مثل الترامبولين أو الجمباز التي تنطوي على حركات سريعة للرأس، إلى تحفيز الدوخة، لذلك يجب أن يكون الشخص حذراً عند المشاركة في مثل هذه الأنشطة.

التوازن الجيد

إن التوازن الجيد يمكن أن يساعد في منع السقوط، والذي يمكن أن يسبب في بعض الأحيان هذا المرض، لذلك يجب محاولة دمج التمارين التي تحسن التوازن في الروتين اليومي، مثل تمارين اليوغا.

علاج عدوى الأذن أو إصابات الرأس

يمكن أن تؤدي التهابات الأذن أو إصابات الرأس أحياناً إلى هذا الداء، فإذا كان المريض يعاني من التهاب في الأذن أو إصابة في الرأس، فيلزم طلب العناية الطبية العاجلة.

وضع الأدوية التي يمكن أن تسبب الدوار في عين الاعتبار

يمكن أن تسبب بعض الأدوية الدوخة، والتي يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض المرض أو تفاقمها، لذلك يجب الانتباه حول أي أدوية يتناولها الشخص، والتحدث إلى طبيبه إذا شعر بالدوار كأثر جانبي.

الدوار الانتيابي الحميد هل هو خطير؟

إن هذا المرض ليس خطيراً بشكل عام، على الرغم من أنه قد يكون مزعجاً للغاية في الحياة اليومية، لأنه يمكن أن تشمل أعراضه نوبات مفاجئة من الدوخة والغثيان والقيء وفقدان التوازن، ويمكن أن يكون بعض هذه الأعراض مؤلماً، إلا أنها عادة لا تسبب أي ضرر طويل المدى.

كم يستمر الدوار؟

دوار الوضعة الانتيابي الحميد كم يستمر؟ combien de temps dure les vertiges positionnels تختلف مدة استمرار ظهور أعراض المرض من شخص لآخر، وكذلك تختلف حسب شدة إصابة المريض ومدى تقدم حالته، لكن بشكل عام يمكن أن تستمر من عدة ثواني إلى دقائق قليلة.

ما سبب الدوخة عند النهوض؟

إن الدوخة عند الوقوف هي حالة شائعة يمكن أن تسببها عدة عوامل، بما في ذلك:

  • عندما يقف الشخص يمكن أن يتجمع الدم في ساقيه، مما يتسبب في انخفاض ضغط الدم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الدوخة أو الدوار.
  • يمكن أن يسبب الجفاف انخفاضاً في ضغط الدم ، مما قد يؤدي إلى الدوار.
  • قد تسبب اضطرابات الأذن الداخلية مثل مرض منيير أو دوار الوضعة الانتيابي الحميد، الدوخة والدوار عند الوقوف.
  • بعض الأدوية مثل أدوية ضغط الدم أو مضادات الاكتئاب، يمكن أن تسبب الشعور بالدوار.
  • من المحتمل أن تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية مثل عدم انتظام ضربات القلب الدوخة.
  • يمكن أن يتسبب مرض السكري في انخفاض ضغط الدم عند الوقوف.
  • يحتمل أن يسبب فقر الدم الدوخة ووجع الرأس عند وقوف الشخص.

مقالات ذات صلة:


مرض دوار الوضعية الانتيابي الحميد؛ ربما يعتبر واحد من الأمراض التي تعتبر شائعة الحدوث، حيث يمكن أن يعاني معظم الأشخاص من أعراض خفيفة تدل على وجوده، وقد تحدثنا في هذا المقال عن أهم طرق تشخيص BPPV والتي يستعملها الأطباء وكذلك الدوار الحميد اعراضه، وكما ذكرنا فإن معالجته لحسن الحظ تتم بطريقة بسيطة وفي الغالب دون استعمال أدوية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة